توزّعها في زوايا المكان دوائر.. دوائر وترحل في آخر اللّيل عنّي كنجم، كطيب مهاجر وتتركني يا صديق حياتي لرائحة التّبغ والذّكريات وأبقى أنا .. في صقيع انفرادي وزادي أنا .. كلّ زادي حطام السّجائر وصحناً .. يضم رماداً يضّم رمادي.. وحين أكون مريضة وتحمل أزهارك الغالية صديقي.. إليّ وتجعل بين يديك يديّ يعود لي اللّون والعافية وتلتصق الشّمس في وجنتي وأبكي .. وأبكي.. بغير إرادة وأنت ترد غطائي عليّ وتجعل رأسي فوق الوسادة.. تمنّيت كلّ التّمني صديقي .. لو أنّي أظلّ .. أظلّ عليلة لتسأل عنّي لتحمل لي كل يوم وروداً جميلة.. وإن رنَّ في بيتنا الهاتف إليه أطير أنا .. يا صديقي الأثير بفرحة طفل صغير بشوق سنونوّة شاردة وأحتضن الآلة الجامدة وأعصر أسلاكها الباردة وأنتظر الصوت .. صوتك يهمي علي دفيئاً .. مليئاً .. قويّ كصوت نبيّ كصوت ارتطام النّجوم كصوت سقوط الحليّ وأبكي .. وأبكي .. لأنّك فكرت في لأنّك من شرفات الغيوب هتفت إلي..